بسم الله الرحمن الرحيم ,بسم الله النور ,بسم الله نور النور ,بسم الله نور على نور ,بسم الله الذي هو مدبر الامور ,بسم الله الذي خلق النور من النور ,الحمد لله الذي خلق النور من النور ,وانزل النور على الطور في كتاب مسطور في رق منشور ,بقدر مقدور على نبي محبور ,الحمد لله الذي هو بالعز مذكور ,وبالفخر مشهور ,و على السراء والضراء مشكور ,وصلى الله على سيدنا محمد واله الطاهرين

الخميس، 5 أبريل 2012

إن لم أملك ما أعبر عنه الآن فمتى أملكه ؟!


ملعونة هي الغربة أينما كانت إن لم تستطع و للحظة أن تشعر في 

ظلها بعظم وطنيتك .


ملعونة هي الغربة إن كانت في مثل هذه اللحظات لا تحتضن سوى 

كل شعور قهري يقضي على ما لديك من احساس بنفعك 


ملعونة هي الغربة متى شاهدت التلفاز ورأيت الدماء تسيل من هنا 

وهناك وأنت مازلت تجلس على الأريكة ولا تملك سوى حق 

المشاهدة 


ملعونة هي الغربة متى انتابتك غصة لا تملك تحريرها بشيء من 

الصراخ والهتاف 


ملعونة هي الغربة متى رأيت من ينظرون لك بعين الشفقة لانك وبلا 

أدنى أحقية تُحسَب مواطنا في بلد لا تستحق أن تُكتَب مع أشرافه


ملعونة هي الغربة عندما تصبح علاقتك بالوطن " كلمة " توضع في 

خانة الجنسية في أوراقك الرسمية


ملعونة هي الغربة حين تجد كلمة الوطن تتحرر شيئا فشيئا من 

لسانك وتجد ألف صوت يكبتها لأن القضية ببساطة شديدة لا تعني 

شيئا سوى لأصحابها


ملعونة هي الغربة بكل ما جاءت به اذا كان الثمن هو هذا العذاب 

النفسي القائم في هذه الظروف وما شابهها 


لا أملك سوى الكلمات / نعم لا أملك سوى الكلمات 

لا أملك سوى الدعاء / نعم لا أملك سوى الدعاء 


لا أملك سوى أن أكون في قرارة نفسي مدركة تماما بأن هؤلاء 

الذين آثروا الوطن على أرواحهم الطيبة سيظلون بعطاءاتهم في 

حياتهم ومماتهم يُطوّقون عنقي أنا والكثرين بديون متوارثة نحملها 

جيلا بعد جيل 


صوت مصري مغترب يتألم

سلمى مهدي 

منظور الأبيض والأسود



" فلان قلبه أبيض زي البفتة البيضة " و " فلان قلبه إسود 


سواد الليل  "



ألم تستوقفكم هذه التعبيرات من قبل ؟؟

استوقفني هذان التعبيران مرارًا وتكرارًا كلٌّ على حدة في 


أكثر من موقف !!



فلانٌ يُعاتب آخر ...ربما بشكل مفرط ولكن ليس إلى ذاك الحد 


الذي يُوصِل المُعاتِب إلى قول " يا ساتر يا أخي ده إنت قلبك 


إسود أووي "



فلانة تُسدي إليّ معروفًــا فأنهال عليها بعبارات الشكر والثناء 


وأَخْتِمُها بقولي " روحي يا شيخة ده انتي قلبك أبيض زي 


البفتة البيضة "



من أين لي ولكم بهذا الحكم ؟؟


حُكم السواد الخالص والبياض الخالص ؟؟!


ولماذا نَخُص القلوب دون غيرها بهذا الوصف المجرد الذي 


يُفقدها شيئًا من حقيقتها !





كلٌّ منا في قلبه مُتَسـعُ لرُقعة من " نقاء البياض " ...


وكلٌّ منا في قلبه ما يُدَنِّسه بشيءِ من السواد !

نحن بشر خلقنا على حد الوسطية في كل شيء


دائما ما نقف على عتبات الكمال والنقص!!




نظل نبحث عن الكمال ...وتظل الحياة في بعض مواقفها 


تشدنا في الاتجاه المعاكس




نظل نعيب ونُعاب


نظل نَجْرَح ونُجرح


نظل نُريد ويُرادُ لنا

نظل ونظل ....



فأين نحــــنُ من منظور " الأبيض والأسود " ؟؟!





سلمى مهدي