تأتي نسائم الأحباء في السنة كفصلٍ وحيد لا تُدْرَك بشائره حتى يغيبَ مُخلِّفًا أطلالًا ترثيها في كل لحظة تختلي فيها مع ذكرياتها بحلوها ومرها - ذكرياتٌ لا نسيانَ يُجْدي معها ولا تناسي - لا يُجدي معها سوى أن تكون هي ونفسها ذاتًا واحدة ، يُنصِت كل منهما إلى الآخر معزيًا تارةً ومهنئًا تارة أخرى .
هي تُدرِك تمامًا أنها إن لم تأنس نفسها بنفسها عاشت في ظلمة الوحدة المُوحِشة وإن أحاطتها ألوفٌ مُؤلَّفة .